كيف يمكن لموقع يوتيوب قمع قنوات نظرية المؤامرة ببساطة؟
نجحت قنوات نظرية المؤامرة على يوتيوب من تشويه الحقائق والوقائع لدى الملايين من الناس حول العالم، وهي تتوفر بالآلاف على الموقع بمختلف اللغات ومنها العربية.
للأسف دفعت هذه القنوات عمدا أو بدون أن تقصد ذلك، آلاف المواطنين في أستراليا للتظاهر ضد شركات الاتصالات على إثر تقنية الجيل الخامس، بل وأكثر من ذلك امتلأت الصحف بقصص الإعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها الموظفين في تلك الشركات بكل من بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى.
ربطت تلك القنوات بين التقنية الجديدة وفيروس كورونا، وللأسف أبسط الأدلة تشير إلى ان التقنية بريئة من ذلك فهي لا تتواجد في إيران التي تعد من أكبر الدول المتضررة في العالم.
لم تنتشر التقنية بعد على نطاق واسع ومعظم الدول كانت تخطط لتبنيها هذه السنة وبعضها سيؤجل ذلك حتى العام القادم.
موقع يوتيوب يتحمل مسؤولية هذه الفوضى كما هو الحال بالنسبة لفيس بوك وخدماتها التي تعج بقصص لا أساس لها.
كيف يمكن لموقع يوتيوب قمع قنوات نظرية المؤامرة ببساطة؟ هذا ما أحاول أن أجيب عنه في هذه المقالة.
-
رصد قنوات نظرية المؤامرة الموجودة على يوتيوب
ويمكن استخدام بعض التقنيات المتقدمة لفحص الفيديوهات في تلك القنوات، وأي قناة تتضمن عدة مقاطع فيديو حول نظرية المؤامرة يتم اعتبارها بمثابة قناة تنشر هذا النوع من المحتوى.
بعد وقت من الزمن سيتم تشكيل قاعدة بيانات ضخمة من القنوات بمختلف اللغات والتي تنشر الفيديوهات بهذا الخصوص، ويمكن لأزمة فيروس كورونا أن تكون فرصة ذهبية لرصدها كلها.
-
حجب الإعلانات على مقاطع الفيديو والقنوات المتورطة
كما لا تدعم الشركات المعلنة ظهور إعلاناتها على مقاطع فيديو التطرف والإرهاب والتحرش بالأطفال، فهي بكل تأكيد لا تريد أن تمول القنوات ومقاطع الفيديو المشبوهة.
يجب أن يكون حجب الإعلانات شاملا لتلك القنوات وتنبيه الجميع إلى أن الحديث عن هذه النظريات والإشارة إليها وتداولها يعني تداول معلومات غير مؤكدة ومشكوك بها وتداول أخبار مزيفة ومعلومات خاطئة، وبالتالي من حق المنصة حجب الإعلانات ومنع التمويل عليها.
مقالات ذات صلة
دائما ما يدعي أصحاب قنوات نظريات المؤامرة على يوتيوب، أن هدفهم هو توعية الناس وتحذيرهم من خطر الأشرار والدفاع عن الدين، ولكن في الواقع هم يفعلون ذلك لكسب المال.
وأقصد أنه عندما اتخذت يوتيوب هذا القرار واستمر لحوالي شهر من الزمن، لم تعد قنوات نظرية المؤامرة تتطرق إلى هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
-
منع ظهورها في نتائج البحث وعلى الإقتراحات وأماكن أخرى
من العار أنه عندما يبحث شخص ما عن مواضيع صحية لتوعية نفسه بخصوص الفيروسات ان يجد أمامه فيديوهات تشير إلى أن الفيروسات مصطنعة وهي سلاح بيولوجي تستخدم في الحرب العالمية الثالثة المزعومة الآن.
أو أن يبحث شخص ما عن فيروس كورونا ويجد أمامه فيديو يدعي أنه لا وجود لهذا الفيروس وهذه مسرحية عالمية من أجل أغراض سيئة تنفذها جهات سرية.
هذا يعرض الصحة العامة للخطر وللإيمان بأفكار هي الدجل بنفسها والخرافات التي تجعل المجتمعات متخلفة أكثر من أي وقت مضى.
القيام بمنع ظهور تلك المقاطع في الرئيسية والاقتراحات ونتائج البحث يعني هبوطا بنسبة 90 في المئة على مستوى المشاهدات، وحينها إذا كان هؤلاء فعلا يرغبون في رفع المزيد من تلك المقاطع فليواصلوا تضييع وقتهم على المنصة.
هذه الطريقة التي أقترحها على موقع يوتيوب ستكون فعالة في القضاء على نظرية المؤامرة، ليتجنب أية مشاكل مع المعلنين والصحافة والحكومات الفترة القادمة.
تعليقات
إرسال تعليق